It matters not how strait the gate

How charged with punishments the scroll.


I am the master of my fate


I am the captain of my soul

الأحد، 15 أغسطس 2010

الشحات

وبينما كان سافونارولا يخطب بعنف وقسوة في كاتدرائية فلورنسا، كان شاب يجلس في الخلف يدون ملاحظاته. إنه نيكولا ميكافيللي، الأستاذ الأعظم في الفكر السياسي منذ أرسطو. لم يكن ميكافيللي مهتماً بالراهب الذي زعم أنه تحادث مع الرب – فقد رأى ميكافيللى فى سافونارولا ( شحات عواطف ) يستدر العطف من مشاعر الجماهير و مصدر سلطته هو اثارة غضب الجماهير و توجيه غضبهم ضد شئ ما
كان يطل كل أسبوع من ديره في سان ماركو ويحذر مواطنيه من أن الفسوق يقودهم إلى الجحيم. عندما دخل جيش الملك شارل المدينة، ادعى بانه "سوط الله"، وأرسل 4000 فتى، "ملائكة صغاراً بملابس بيض"، إلى أنحاء المدينة لضرب العاهرات والنساء غير المحجبات والأغنياء الذين يرتدون حللاً فاخرة.

تذكرت هذا كلما رأيت المدعو عمرو خالد  و كلما شاهدت برنامج له حيث هو دوما يشعرك بانك مخطئ بشكل ما لابد انك مذنب و الا لما كانت حياتك بهذا السوء .. ثم هناك الطريقة الثانية التى تجعلك تشعر بالاهمية حيث انك مسؤل عن اوضاع المسلمين فى الشيشان و العراق و افغانستان و البوسنة ( طبعا مش اخوك المسلم بقى )
ربما هى الكاريزما .. نعم فهو الشخص الوحيد الذى لا يملك مخارج حروف صحيحة تؤهاه للعمل الاعلامى لكنه مع ذلك استطاع ان يجعل بنات مصر يؤمن و يصدقن انهن عاهرات و عورات يجب سترها و الدليل انتشار خرقة القماش  ( من يدرى لعل ذلك يسرع بزواجها )
 
نعود لسافونارولا
 
لعنات الراهب كانت موجهة إلى روما وإلى بابواتها وكرادلتها الفاسدين. الكسندر السادس لا يستحق سوى الازدراء. روما كانت "مدينة العشرة آلاف عاهرة"، شوارعها تطفح "بالمجدفين والسدوميين" حيث "الغني يشرب دم الفقير".  { اياك و اقتسام ما تم نهبه فهو للكبار فقط }
لم يتطلب من روما وقتاً طويلاً حتى دبرت تحالفاً مع الفلورنسيين المستائين لاتهام سافونارولا بالهرطقة وبأسوأ من ذلك. فقد أشيع بأنه مخنث. في عام 1498، اعتقل وشنق وحرقت جثته في الساحة العامة.
ربما من الامن ان نقول ان سافونارولا كان بالفعل جيدا الى حد الروعة و مخطئا الى حد الروعة لكن المؤكد ان هذه الكلمة لن تقال عن داعية ملفق فى الاعلى

هناك 12 تعليقًا:

-_- يقول...

يبقى ان سافونارولا كا رجلا جيدا في حكم التاريخ

ELVIRA يقول...

Sharm

الافضل اننا نقول ان سافونارولا كان فعلا محق فى نقده للفساد اللى فى الكنيسة وقتها لكنه من ناحية تانية كان متشدد بشكل غير معقول وطريقته فى الاصلاح اضرت الكنيسة بعد كدة و سهلت مهمة لوثر و البروتستانت عموما
لكن على الاقل هو صادق فيما اراده

Kontiki يقول...

خير الكلام ما قل ودل عجبى اوى الاسقاط على عمرو ز** بالمناسبة معلش يعنى اية بالمجدفين والسدوميين

ELVIRA يقول...

Kontiki

شكرا ليكر اخجلتم تواضعنا
بالنبة للمجدفين فهم اللى اخذوا الدين ستارة ليهم بالكذب زى اى مفتى بيمشى بمزاجه
اما سدوميين فهم نسبة لمدينة سدوم اللى تم تدميرها بعد ما نزل عليها غضب ربنا لمفاسد اهلها غالبا بتبقى تحت اسم قصة سدوم وعمورة موجودة فى الكتب المقدسة

Sahran يقول...

صديقتي الحبيبة إلفيرا مرحباً بك

وكم أنت رائعة إذ تضربين الأمثال من التاريخ مسقطة إياها على واقع اليوم ,,

فكرادلة وقسس الأمس , وشيوخ ودعاة اليوم خرجوا من مشكاة واحدة صديقتي ألا وهي الجهل والتخريب باسم الإله وباسم الفضائل ,,

أشكرك لسؤالك عني , وكم يزعجني هذا الشعور بالملل من التدوين , وإن كان هذا الشعور مؤقتاً ولي عودة ,,,


تحياااااااااااااااااتي لك


ودمت سالمة

ELVIRA يقول...

سهران

اهلا وسهلا حمدالله على السلامةيا عزيزى
شكرا على تعليقك انا بصراحة باشوف دايما رجل الدين هو انسان ذو وجهة نظر واحدة
فى كل الامور لا يمكن يسمح لاى نوع من التفكير او الانجازات من دون ان ترتبط بالدين لازم يكون دينه هو و عنده دايما احساس باليقين يجعله يدمر حياة من حوله

Migo Mishmish يقول...

عقبال كل الـ سافونارولات اللي عندنا اجمعين
مسيحين ومسلمين
اللهم امين
Love
MishMish

ELVIRA يقول...

MishMish

يا رب يا مشمش و انا من وراكى باقول امين و اولهم شيخ الجامع اللى واجع دماغى من اول رمضان دة

تيمور يقول...

مقال رائع استمتعت بية

الدين مهم فى حياة كل انسان

بس انا مش بحب اللى بيفرض حاجة باسم الدين وهو متاكد انة هو بس اللى صح

تحياتى

Ameerov يقول...

حال المسلمين و العرب الآن لا يختلف كثيرا عن حال أوروبا فى العصور الوسطى
الفرق انها طولت حبتين عندنا

جميل مقالك

تحيتى البيضاء
دمتى بخير

ELVIRA يقول...

يوميات رجل مش عايز يجوز

اهلا بيك فى المدونة و شكرا على تعليقك
وشكرا على اطراء المقال جدا

انا شايفة ان الدين مهم برضه لكن الافضل انه مايكونش خارج نطاق العقل فى الجانب العملى يعنى فى الحياة العملية على وجه العموم

ELVIRA يقول...

Ameerov

عندك حق فعلا ودة مش كلامى دة كان كلام واحدة من دكاترة جامعة عين شمس من اساتذة الفلسفة السياسية

يعنى لما كل عصر له الخصائص بتاعته نقدر نقول ان سمات القرون الوسطى هى الاغراق فى التدين غير المنطقى ودة كان اهم حاجة تقابلها فى اى كتاب تاريخ وهو دة اللى بيحصل معانا دلوقتى

شكرا لك على التعليق جدا