It matters not how strait the gate

How charged with punishments the scroll.


I am the master of my fate


I am the captain of my soul

الأحد، 20 ديسمبر 2009

لِمَ سقطت روما؟

يقول أحد العلماء النابهين في هذه الأيام "إن أعظم ما يواجه التاريخ من مشاكل مشكلتان. أولهما كيف نفسر قيام الدولة الرومانية، وثانيتهما كيف نفسر سقوطها"
ففى كتاب قصة الحضارة : (الحضارة العظيمة لا يقضى عليها من الخارج إلا بعد أن تقضي هي على نفسها من الداخل. وشاهد ذلك أنا نجد الأسباب الجوهرية لسقوط روما في شعب روما نفسه، أي في أخلاقها، وفي النزاع بين طبقاتها، وفي كساد تجارتها، وفي حكومتها الاستبدادية البيروقراطية، وفي ضرائبها الفادحة الخانقة وحروبها المهلكة. ولقد كان الكتّاب المسيحيون شديدي الإدراك لهذا الضعف المتعدد الأسباب، فلقد بشر ترتليان حوالي عام 200، وهو جذلان، بما سماه ipsa clusula caeculi أي "نهاية عهد" - معتقداً أنه في أغلب الظن مقدمة لدمار العالم الوثني. ورد سبريان قبيل عام 250 على ما اتهم به المسيحيون من أنهم أصل ما حاق بالإمبراطوريّة من محن بأن هذه المحن ترجع إلى أسباب طبيعية.

ويقول عظيم المؤرخين: إن المسيحية كانت أهم أسباب سقوط الدولة الرومانية ، لأن هذا الدين، كما يزعم هو ومَن يسير على نهجه ، قد قضى على العقائد القديمة التي كانت هي الدعامة الخلقية للنفوس الرومانية؛ والدعامة السياسية للدولة الرومانية، ولأنه ناصب الثقافة القديمة العداء - فحارب العلم، والفلسفة، والأدب، والفن، وجاء بالتصوف الشرقي الموهن فأدخله في الرواقية الواقعية التي كانت من خصائص الحياة الرومانية، وحول أفكار الناس عن واجبات هذا العالم ووجههم إلى الاستعداد لاستقبال كارثة عالمية وهو استعداد مضعف للعزيمة؛ وأغراهم بالجري وراء النجاة الفردية عن طريق الزهد والصلاة، بدل السعي للنجاة الجماعية بالإخلاص للدولة والتفاني في الدفاع، وحطم وحدة الإمبراطوريّة حين كان الأباطرة العسكريون يكافحون للاحتفاظ بها، وشجع أتباعه على الامتناع عن تولي المناصب العامة أو أداء الخدمة العسكرية، وكان المبدأ الأخلاقي الذي يدعو إليه هو مبدأ السلام وعدم المقاومة، حين كان بقاء الإمبراطوريّة يتطلب تقوية الروح الحربية، وبهذا كله كان انتصار المسيح إيذاناً بموت روما.

تابع الجزء الثانى

ليست هناك تعليقات: