It matters not how strait the gate

How charged with punishments the scroll.


I am the master of my fate


I am the captain of my soul

الخميس، 14 يناير 2010

انجلترا و نحن 2


فى الجزء الأول وضحت ماذا يحدث عندما يستخدم الدين فى السياسة ، و كيف ينظر الشخص المتدين للأمور من حوله الى أن يفقد كل ما لديه بناء على ايمانه بنجده سماوية تأتى له بالعدالة

الجزء الثانى اهداء خاص لtears مع تحياتى

**********
اذا كانت الملكة كاترين و ابنتها مارى الأولى نموذج للمتدين المخلص الذى نقول عنه ( مسلم أمره الى الله ) فهناك نموذج أخر للاتجاه الأصلاحى المتمثل فى شخصية ( أن بولين )

Anne Boleyn
1501 - 1536
فى وقت كان مقياس الجمال يميل الى المرأة الشقراء صاحبة البشرة شديدة البياض كان من المؤكد أن ( أن بولين )لم تعتبر جميلة بدرجة كبيرة الا أنها كانت مميزة تعرف كيف تستغل مظهرها ، عرفت بذكائها الشديد وكانت من أفضل نساء عصرها تعليما أجادت العزف على عدة ألات موسيقة
كانت شخصيتها الكاريزمية سببا فى دخولها بلاط الأرشدوقة مارجريت هابسبورج (Archduchess Margaret Of Austria )
ثم أنتقلت بعد ذلك كوصيفة فى البلاط الفرنسى للملكة ( مارى تيودور ) ثم الملكة (كلود) ملكة فرنسا و زوجة ( فرانسوا الأول ) و فى فرنسا بدأت تتشرب الثقافة الفرنسية ، و بدأت تتعلم اكثر عن حركة الاصلاح الدينى و عصر النهضة

عند عودتها الى انجلترا اصبحت وصيفة للملكة كاترين من أراجون و هناك قابلت هنرى الثامن الذى طلب منها أن تصبح عشيقة له الا أنها رفضت مما أثار رغبته بها أكثر و فى خلال عام واحد تقدم للزواج منها و الغاء زواجه من الملكة كاترين.

و عندما رفض البابا كليمنت السابع طلبه سارعت أن بولين بانتهاز الفرصة تقديم حل للمشكلة عن طريق الافكار الاصلاحية التى تعلمتها فى فرنسا ، و كان هنرى نفسه على علم كبير بالاهوت و أعجبته تلك الأفكار الصلاحية حيث رأى فيها ليس فقط مخرج من زواجه بل أيضا لأنها تقدم له مجال أكبر فى السياسة حيث لا يكون للبابا أى سلطة على الملك و لا سلطة للكنيسة على الدولة

و من هنا بدأت نشأة كنيسة انجلترا المستقلة تماما عن البابا و عن السلطة الدينية التقليدية
و برغم أن هنرى الثامن فى عام 1536 أصدر الحكم بأعدام ( أن بولين ) لعدم أنجاب وريث الا أبنه واحدة هى اليزابيث الأولى الا ان حركة الأصلاح لم تتوقف


Elizabeth I Of England

بل ظهرت ثمارها فى عهد الزابيث الأولى حيث أشتهر بلاطها بالفن و الأدب و العلوم و أشهر كتاب المسرح ( وليام شيكسبير ) و الفيلسوف (فرانسيس بيكون ) صاحب المنهج التجريبى
كما ظهر التفوق العسكرى فى تحطيم الأرمادا الاسبانية و بداية العصر الأمبراطورى لأنجلترا

*************

فى النهاية المقالة توضح أنه مع فارق 500 سنة بين عصرنا الحالى و انجلترا فى القرن السادس عشر كان الانتصار لأصحاب العقل على أصحاب التفكير الدينى الخرافى فى بعض النقاط فلم تكن ( أن بولين ) أو ( اليزابيث الأولى ) من الملحدين او الكفار أو الذنادقة لأنهما ممن رفض التدين التقليدى الذى لم يعد صالحا فى ذلك الوقت بل كانت كل منهما متدينة الا انها تركت العقل يأخذ مجراه فى الحياة
فلماذا نصر نحن على التمسك بالقديم البالى و اتهام كل مجدد بالكفر حتى و قفنا عند الثلاث قرون الأولى و قلنا أنها خير ما وصل اليه الناس
هل لديكم أجابة ؟؟؟

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

شكراً على المقال ما ادري ليه احس انك تفهمني احس كل الناس اغبياء الا قليل وانت من الاذكياء :)