منذ فترة قصيرة تم هدم ضريحين فى مصر كان الناس يعتبرونهما مقامان لأولياء الله الصالحين ، و منهم من أمن بوجود كرامات لهؤلاء الأموات
فجأة تم هدم الضريحين و تبين أنه تحت القبة مفيش شيخ ، و انهما مجرد ضريحين مزيفين
لم أهتم بالموضوع من ناحية كونة حلال أو حرام أو أى من تلك النواحى ، فقط شعرت بالحزن لما رأيت النظرة فى عيون عجائز و مسنين قاربوا الثمانين و المائة
لقد كان هذا تراثهم و هو الان يهدم
كلنا نذكر الفترة التى كانت فيها زيارة تلك الأضرحة أمر عادى و محبوب فى مصر فماذا تغير ليصبح الحال هو الأحتفال بهدم هذه القبور و الأضرحة على طريقة ....هل رأيتم يا حمقى لقد هدمت الأضرحة و ليس لأصحابها أى قدرة على منع الضرر عن أنفسهم و لا عنكم و كان الأجدر أن تفعلوا مثلى.....
هل تعرف أن وجود الضريح لا يلزم عنه وجود جثة فى داخله أصلاً
انا لا أؤمن بهذه المعتقدات لكنى تعرضت لموقفين أحدهما جدتى التى كانت تصر على زيارة أحد هذه الأضرحة و عندما كنت صغيرة كنت أذهب معها و كنت أطوف كما يفعل الكل كان عمرى عندها 5 أو 6 سنوات و المهم عندى فى الأمر هو الفسحة و الحلويات التى يوزعونها فى المولد
و الأن أذهب إلى هناك مع جدتى لأنها لم تعد تستططيع السير لمسافة طويلة وحدها
و الموقف الثانى هو فى قريتى التى بها أيضاً ضريح أخر تعود أهلى فى القرية على زيارته و الإهتمام به إلى هذه اللحظة و السبب أنه ضريح جدنا الأكبر
تخيل لو جاء أحدهم يقول لك لو سمحت سوف نهدم قبر جدك هذا لأن الناس يزورونه
ماذا يريدون من هدم تلك الاضرحة ؟ لماذا لا يتركونها سلوى للناس ؟
فى البداية دمروا الأرض الزراعية و جرفوها ليبنوا عليها تلك العشوائيات القبيحة
ثم هدموا الإقتصاد المصرى فى الحروب ليهاجر أبناء هذا البلد إلى الصحراء ثم يعودون بعقول تم غسلها و تجفيفها فى الرمال ليكملوا المهمة و هى تدمير هذا البلد
فى العامين الماضيين تم تدمير مزارع الدجاج بحجة انفلونزا الطيور فإذا بها مرض متوطن فى البلد
و العام الماضى دمروا مهنة تربية الخنازير فجعلوا منا أضحوكة أمام العالم كله ـــــ و كلنا نعرف ان الحماس لقتل تلك الخنازير كان لأسباب دينية و ليست صحيةـــــ
منعوا الموالد الصوفية بحجة الزحام و البأمراض التى ستنتشر بسببه و لم يمنعوا الحج الذى سيجتمع فيه ملايين البشر منكافة أرجاء الأرض -- و كيف يمنعونه و هو من مصادر دخل الدولة الصحراوية العظمى التى لا يمكن الإضرار بمصالحها أبداً
لا يهم أن تؤمن بوجود هذا الكرمات أم لا لكنها ترثنا و هذا يكفى لإحترامها ، أم علينا أيضاً هدم المعبد الفرعونية لأنه لم يعد هناك من يؤمن بالألهة المصرية القديمة
فى الأقصر معبد الكرنك الذى يحتوى فى نفس الوقت على كنيسة و به مسجد أبو الحجاج الأقصرى قل لى أين تجد مكانا فى العالم يجمع ثلاث مكونات ثقافية فى وقت واحد
هل تعرف ان طقوس الاحتفال بمولد أبو الحجاج الأقصرى هى نفسها الطقوس المصرية الفرعونية للإحتفال بعيد أمون
أنظر لمسجد السيدة زينب ألا يكفى شكله المعمارى لأزوره كل يوم
ليس الأمر مسألة إيمان بمعتقد يستلزم تدمير المعتقد السابق له لكن الأروع لو أحتضنت تراثك و تراث أجدادك بدلاً من تدميره
حتى إن كنت ضد الإيمان بها لماذا لا ندافع عن من يؤمنون بها نحن نريد حقنا فى الكلام و الإعتقاد لكن هل نحن شجعان بما يكفى لندافع عن حق غيرنا فى هذا الزمن